
تتمثل رسالة القائد الموهوب في التعبير الصادق عن ضمير شعبه ورغباته،
فدوره يقوم في الأساس على رسم الخطط التي تبلغ أمته أسمى ما تصبو إليه، هذا القائد
يمكن أن يكون رجل سياسة أو اقتصاد أو مثقف كبير أو حرفي يمتهن فنا، أو قائد دولة،
قائد يستوحي دوره من مشاعر أمته ويتفاني فيه بجده وجهده، وكل ما أوتي من عبقرية
وقوة. ولقد أفرزت الإمارات العربية المتحدة قادة في كل المجالات يعتبرون أنفسهم
أدوات تسير لهم تحقيق الإصلاح الذي ينشدونه والآمال التي ترى فيها أمتهم سعادتها،
مما يستوجب توثيق سيرتهم للأجيال القادمة حتى تبقى محل حديث ومحور طموحاتهم
وأحلامهم.
طموح:
في الآونة الأخيرة كان الطعن في شخصيات إماراتية رائدة عنيفا من قبل
بعض القوى الإقليمية التي أخذت على عاتقها تشويه صورة الدولة وقيادتها، فكان لزاما
علينا توفير وسيلة تُعرف أجيال الإمارات القادمة بما قدمه قادتهم في سبيل
استقلالهم وسعادتهم، وتعريف الشباب العربي بدور تلك الأعلام لمقاومة تلك الأفكار
الهدامة التي يسعى إلى ترويجها الكثير من القوى والجماعات. ولا أخفى عليكم أنني وبعد بحث طويل لم أجد
موسوعة شاملة لأعلام وشخصيات دول الإمارات العربية المتحدة،
غير بعض الأعمال التي رصدت تاريخ مناطق معينة أو ذكريات شخص بعينه فقط، ولم تكن مع
احترامنا لها ولمحرريها ترقى إلى المستوى الذي يطمح إليه مستقبلا جيل الشباب
العربي. فإن موسوعات الشخصيات هي باختصار عمل يؤرخ لروح الدولة، لا ترصد فقط سير
الحكام، لكنها تخلد ذكر القادة في كافة المجالات من الذين أثروا في حركة التطوير
التراكمية عبر عشرات السنين، من الحكام وشيوخ السياسة والمفكرين والكتاب والفنانين
وأصحاب الحرف والصناعات، كذلك رصد سير أبرز رجال التعليم الأساسي والجامعي ومربي
الجمال والخيول والصقور والأبطال الرياضيين والخطاطين والصيادين، وحتى أبرز قادة
الاقتصاد والإعلام، وأعضاء البرلمان المخضرمين، رجالا وسيدات. فلا يمكننا إغفال
دورهن في بناء وتطوير المجتمع الإماراتي وإثراءه.
بدأنا منذ فترة في التفكير بهذا المشروع
الضخم الذي يحتاج إلى فترة طويلة لإنجازه بشكل مشرف ولائق، وبدأت بالقراءة الواسعة
ومحاولة جمع المتوفر من السير الذاتية، إلا أننا صدمنا بأكثر من مشكلة، أولها نقص
التمويل اللازم للبدء فيه بشكل أكثر تنظيما، فهو يحتاج إلى مؤسسة ترعاه وفريق عمل
مدرب تدريبا جيدا على مثل تلك الأعمال، فضلا عن كونه يحتاج إلى معاونين باحثين ذوي
خبرة مناسبة للتعامل مع تلك المواد، فلكم أن تتخيلوا المرور على آلاف السير
الذاتية لشخصيات الإمارات، وعمل حصر لأعمالهم وفهرستها وجمع مئات الصور والوثائق
التي يمكن تضمينها في الموسوعة. وهو عمل يتطلب من الجهد والمال الكثير، ولذلك
فكرنا البدء في مرحلة أولية بتأسيس هذا الموقع الإلكتروني ليكون بمثابة نواة يمكن
غرسها لتثمر شجرة الموسوعة في النهاية.
خطة عمل:
لقد بدأنا العمل بالفعل منذ عام مضى، ولكن مع
إعلان سمو الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان" رئيس دولة الإمارات العربية
والمتحدة وحاكم إمارة أبوظبي عن إطلاق اسم "عام زايد" على عام 2018 احتفالا بمئوية
الشيخ زايد المؤسس، قررنا المشاركة في هذه الاحتفالية بإطلاق موقع الموسوعة
والإعلان عنها بشكل رسمي، وهي حتى الآن تقوم على جهد مؤسسها بشكل منفرد، ونطمح في
أن تتسع فكرتها لترعاها مؤسسة يمكنها انجازها بشكل أكثر تنظيما.
وسوف يترتب على ذلك وفي مدة زمنية لا تقل عن ست سنوات، البدء في مرحلة جمع آلاف
السير الذاتية لرموز الإمارات في شتى المجالات، وجمع ما يمكن أن يفيد من الأرشيفات
الأجنبية والمكتبات الخاصة والعامة، فضلا عن عمل لقاءات مع ورثة من توفاهم الله من
البارزين في مجالات مختلفة. ثم تأتي مرحلة الفهرسة والكتابة العلمية والمراجعة
والطباعة، ومرحلة التصميمات الفنية ومعالجة الصور والرسومات في الجزء المخصص
للأطفال. والمواد الدعائية المختلفة.
ومبدأيا نطمح في أن تكون موسوعة زايد لأعلام
وشخصيات الإمارات في عدة أجزاء مطبوعة:
-
أعلام الحكم والسياسة.
-
اعلام الاقتصاد والعلماء.
-
أعلام الحرف والصناعات.
-
أعلام الفن والثقافة.
-
أعلام نساء الإمارات.
-
وجمع كل ما سبق في جزء واحد مخصص للأطفال
مزين برسومات وحكايات.
*
* *
إن هذا المشروع العلمي من المشروعات الرائدة التي تتم بمبادرة غير إماراتية، محبة في تلك البلد التي أعطت الكثير. نقدمه كهدية لأجيال الإمارات المستقبلية، ولا نستطيع مقاومة الاستمرار فيه رغم صعوبته البالغة، لكننا لازلنا نطمح في تحقيقه، خدمة لهذا البلد وعالمنا العربي وصيانة لتاريخه ومستقبل أجياله وللإنسانية جميعها، ومحبة في العلم وصيانة له، واحتراما لقادة وأعلام كرام
لم يعرفوا الراحة والدعة وسبل التهاون والتراخي في تحقيق آمال أمتهم وبناء عقلها.
تحياتي،،،
المحرر